بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد تمادى عُبّاد بوذا في مجازرهم ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار، فقتلوا الآلاف وشرّدوا الآلاف، والعالمُ مدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يستطيع بذل أكثر من بياناتِ شجبٍ واستنكار !!
ولكننا لا نعوّل على المجتمع الدولي نصرة المسلمين، ما لم تكن هناك مصلحةً لهم.
ومع هذه المجازر تعالت أصواتٌ تطالب تنظيم القاعدة بالذهاب إلى بورما لنصرة المستضعفين من الرجال والنساء والوِلدان الذين ما كان لهم ذنبٌ سوى أنهم قالوا ربنا الله.
هذه الأصوات كانت من بعض عوام المسلمين، وغيرها كانت من أنصار تياراتٍ إسلاميةٍ مناوئة للقاعدة.
أما أصوات العوام، فمطالبتهم لتنظيم القاعدة تحديداً بالذهاب لبورما لهو تأكيدٌ على أنهم أدركوا أن ما من حركةٍ إسلاميةٍ ترد كيد الكفار وأذنابهم بأمر الله إلا مجاهدي القاعدة، وإلا لطلبوا ذلك من الحركات الإسلامية الأخرى !
وأما أصوات من ينتسبون لتياراتٍ إسلاميةٍ أخرى، فرغم إن عدم الرد على أمثالهم أفضل، إلا أن موقفنا أمام العوام يستدعي أن نرد عليهم.
لماذا لا نذهب إلى بورما ؟
أولاً، الذهاب لبورما ليس بالسهولة التي يتخيلها البعض، فالجهاد يحتاج لأنصار ولمهاجرين، فكيف يذهب المهاجرين لهناك والأنصار أصلاً يحتاجون لأنصار ؟!!
و من الواضح جداً ان الحكومات العربية والعجمية يقاتلون تنظيم القاعدة ورموهم عن قوسٍ واحدة، ومن يطالب المجاهدين بالذهاب لهناك يبدو أن عنده معلومةٌ مغلوطةٌ وهي أن المطارات والموانئ مفتوحةٌ للمجاهدين ولكنهم لا يركبون !!
ناهيكَ عن أن حكومات الدول المجاورة لبورما أصلا تقيّد حركة اللاجئين المسلمين، فما بالكم بمن يريد الجهاد ؟!
ثانياً، إن فتح جبهةٍ جهاديةٍ هناك يحتاج لرجالٍ وأموالٍ وعتاد، والحكومات العربية والعجمية لا تدّخر جهداً في المحاصرة الإقتصادية للمجاهدين ومن يدعمهم، لدرجة أن بعض الحكومات إن أرادت التخلص من أحد رجال الأعمال الذي لا يوافق هوى رجالات الحكومة، سارعت بإلصاق تهمة "دعم الإرهاب" به.
كما أن الرجال وإن كانوا كثر الآن، إلا أنهم موزعين في عدة ساحات جهاد، ولا ننسى أن ساحاتٍ جديدةٍ أصبحت تطلب المجاهدين، كسوريا وأزواد. وهذا لا يعني أننا ننسى بورما، ولكنها الظروف.
ثالثاً، طبيعة أشكال سكان شرق آسيا معروفة، بحيث يصعب على المهاجرين العرب التخفّي هناك، كما أن جغرافية المنطقة تحتاجُ وقتاً للتعوّد عليها، وهذا الوقت سيكون على حساب دمائهم وأرواحهم وعتادهم.
إن هذه الأسباب قد وضعها العبد الفقير، وربما كانت هناك أسبابٌ أُخرٌ يعرفها قادة ومشايخ القاعدة، وأرى أنه من العيب أن نأخذ عليهم عدم النفير الآن، فربما كان قادة المجاهدين الآن يدرسون فتح ساحة جهادٍ في بورما، فلا يجب أن نستعجل الحكم، ولا يعلم الغيب إلا الله. ولا يجب أن ننسى، أننا مجرد كتابٍ من خلف الشاشات، ولا ندري ما الذي يحدث فعلاً في الميادين !
أين كانت هذه التيارات في ساحات جهادٍ أخرى ؟!
أولاً، في أفغانستان، لقد ثبت مجاهدو القاعدة إلى جانب إخوانهم الطلبة في وجه الحملة الحصار العالمي ومن ثم الاجتياح لبلاد أفغانستان، وما زالوا إلى الآن شوكةً في حلق الصليبيين ومن والاهم.
أما بعض التيارات الأخرى المحسوبة على الإسلام، فاختار بعضها التحالف مع الشيوعيين بقيادة الهالك دستم ضد دولة طالبان، واختار البعض مناصرة أحمد شاه مسعود الذي خرج عن كونه مجاهداً أيام الاحتلال السوفييتي فأصبح كلباً وفياً للأمريكان وأذنابهم، وبعضهم وقف ضد طالبان بعد قرارها منع زراعة المخدرات.
ثانياً، في العراق، بايع الشيخ أبو حمزة المهاجر أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الشيخ أبو عمر البغدادي، واتحدوا مع 14 جماعةً جهادية أخرى وشكلوا دولة العراق الإسلامية، وقُتل الإثنين أثناء اجتماعهم مع جيش أبي بكر الصدّيق لبحث انضمامهم للدولة الإسلامية، وعُرف عن هذه الدولة مناصرتها للمسلمين، وما الانتقام لأعراض نساء السنة عنا ببعيد، فمن انتقم ثأر للمسلمة فاطمة التي اغتصبها الأمريكان تسع مراتٍ في يوم واحد ؟ أين قُتل أبو أنس الشامي؟ على أبواب سجن أبو غريب.
ومن الذي انتقم للطفلة عبير الجنابي 14 عاما التي اغتصبها وقتلها جنودٌ أمريكان؟
ومن الذي انتقم لصابرين الجنابي التي اغتصبها عناصر قوات مكافحة الشغب (الشيعية)؟
ومن الذي قتل عبدة الشيطان لما قتلوا أختنا دعاء التي قتلوها لما أسلمت؟
في حين تحالف الجيش الإسلامي في العراق مع العلمانيين وبقايا البعثيين، ودخل العملية السياسية، ونسى دماء رجاله الذين قضوا أثناء مواجهاتهم مع المحتل وأعوانه، مما دفع بعض عناصره للمسارعة بالإنضمام لدولة العراق الإسلامية.
والحزب الإسلامي بقيادة طارق الهاشمي، زعيم الإخوان المسلمين فرع العراق، تحالف مع الشيعة الذين ساموا المسلمين سوء العذاب، وفي النهاية طاردوه وقاضوه والآن يعيش كالكلب الهارب في تركيا. من الجدير بالذكر أن الهاشمي هذا لم يعرف أن هناك كارثة في العراق إلا بعد أن حاصر الروافض بيته بالمدرعات، وبدل الإستعانة بالله، استعان بأوباما !! ومن الجدير بالذكر أيضاً انه لم يطلق رصاصةً واحدةً على الأمريكان !
وهناك من شكّلوا مجالس الصحوات، التي ما فتئت تحارب المجاهدين في كل محفل، ولم نجد واحداً منهم فقط أمام الأمريكان إلا من كانت وظيفته درعاً لهم ! وبعد الانتهاء من دورها، أهانهم الروافض، فأصبحوا كخيل الحكومة يُعدم بعد أن يهرم !
ثالثاً، في اليمن، بعد الحملات العسكرية ضد المسلمين العزّل، وقتل المشايخ والدعاة وقصف المساجد، لم نجد من يذود عن المسلمين سوى المجاهدين، في حين لم تعارض الحكومة اليمنية وجود الطائرات الأمريكية في أجواء البلاد لتقتل المسلمين! ووجود البوارج الفرنسية في البحر!
ووجدنا محمد اليدومي الإخواني بكل صراحة يعلن عن تحالفه مع علي عبد الله صالح، وبكل وقاحة يقول : إن علاقة الإخوان مع أمريكا طيبة، لكن ما يحدث بيننا من حوار هو محاولة لأن يتفهم بعضنا البعض بما يخدم المصلحة العليا لليمن.
هل جهل أن أمريكا هي العدو الأول والأكبر للمسلمين ؟!
لن أطيل القائمة هنا، فالثلاثة أمثلة أعلاه كافية.
والآن لنمسك نحن دفة توجيه الأسئلة إلى المناوئين للقاعدة.
1- أين كنتم في ساحات الجهاد من أفغانستان شرقاً إلى المغرب الإسلامي، وأين أنتم من طائرات أمريكا في سماء اليمن ؟ وأين أنتم من ثورة سوريا التي تنصرونها فقط بالكلام ؟
2- لماذا لا تنفرون أنتم لمساعدة المسلمين في بورما ؟!!
3- لو ذهبنا لهناك، هل سنكون مدافعين عن المسلمين وأعراضهم، أم أن أمريكا هي من صنعتنا كي تجعلنا حجة لاحتلال بورما ؟!
4- لو ناصرناهم، هل سنصبح الأبطال المخلّصين، أم إرهابيين متشددين ؟!
5- لو فجّرنا البوذيين وذبحناهم، هل نحن متبعون لسنة نبينا وصحابته من بعده، أم مشوّهين لصورة الإسلام ؟!
6- لو قاتلنا كل من يدعو للتحالف مع البوذيين ونسيَ دماء المسملين، هل نحن متمسكون بعقيدة الولاء والبراء، أم أننا خوارج ؟!
حبّذا لو يجيبنا أحد !
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
0 Not allowed! Not allowed!
توقيع : عـزام المقدسي
مواضيع : عـزام المقدسي
• مُفَكِّرَتِي ..~
• | آيَـةٌ اسْتَـوْقَـفَـتْـنِـي ..~
رد مع اقتباس
الإثنين نوفمبر 26, 2012 2:54 pm
