الإيدز " عفـَاكم الله "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الإيدز:

لله
في خلقه سننا، من خرج عليها كان جانيا على نفسه أولا، ثم على مجتمعه إذا
كثر أمثاله، ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟،
كان الجواب: (إذا كثر الخبث) ... ولا أخبث من فاحشة الزنا
إذا انتشرت بين الناس، فإنها تفسد الأعراض، وتسقم الأبدان، وتخرب الديار،
وتنزع من البركة من الناس، بل تذهب بكل ما هو خيِّر وجميل، وفي محكم
التنزيل: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا) ...

وبدخول شهر ديسمبر يكثر الحديث عن مرض الإيدز، وهو من أخطر أمراض العصر،
حيث يفقد الجسم حصنه الدفاعي، بتحطم جهاز المناعة عن طريق هذا الفيروس...
وهذا المرض هو الأثر المباشر لانتشار الفاحشة بين الناس، إذ الإحصاءات
العلمية تقول أن المسبب الأول له ولانتشاره هو العلاقات الجنسية غير
المحمية وتعدد الشركاء... هكذا يقولون تلطيفا للعبارة، أو تدليسا على الناس
،أو تغطية للشمس بعيون الغربال، والتعبير الصحيح أن يقال: أن المسبب الأول
له والرئيس هو فاحشة الزنا التي حرمها الله تعالى، وحرم كل ما أفضى إليها
أو تسبب فيها، من اختلاط فاجر، وتبرج فاضح، وتهتك صارخ، وتكسر مائع ... وقد
جاءت الآثار النبوية تحذر من هذا السبيل المحتوم إذا ما انتشر الزنا
والتحلل بين الناس، وفي الحديث :(لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها
إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)،
وكلمة الطاعون: يراد بها المرض المعدي المتنقل القاتل والفتَّاك .. وفي
الأثر الآخر عند الإمام مالك في الموطأ: (ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر
فيهم الموت) ...
إذا علمنا هذا أمكن الحديث عن هذا المرض في الجزائر،
وعن سيره وانتشاره، وعن أعداد المصابين به لنعلم حجم الكارثة التي آل إليها
المجتمع مع هذا التدهور الأخلاقي والقيمي الخطير، إذ تحدثت إحدى الجرائد
اليوم فذكرت أن أعداد المصابين به ستة آلاف شخصا بناء على ما أعلنته وزارة
الصحة، ومنذ بداية السنة الحالية 2012 إلى أكتوبر انضاف إليهم 500 شخص جديد
، وهو ما يعني إصابة شخص جديد كل عشر ساعات، وهذا الرقم المعلن أقل بكثير
من الواقع الحقيقي، حيث يقابل كل حالة معلن عنها تسع حالات نائمة، مما يعني
أن العدد يفوق 54 ألف مصاب ....
هذه المقدمة وما هو آت أفظع وأخطر
...لأننا نشاهد شبابنا ـ ذكورا وإناثا ـ قد أسرفوا في هذا الأمر، وتساهلوا
في مقدماته حتى يخيل إلى الناظر أننا في بلد غير مسلم، فانتشرت الصداقات
المحرمة بين الجنسين، وزال الحياء من الوجوه إلى حد المجاهرة بمثل هذا، بل
والمفاخرة به ...
وعندما نتحدث عن هذا الأمر فإننا لا نخوِّف الناس
بالموت، وإنما نخوفهم بما بعد الموت ولقاء الله تعالى؛ لأن الموت حق على كل
أحد، وعندما نذكر هذا المرض، فليس لأنه يقتل، فما أكثر الأمراض القاتلة،
لكننا نخشى أن يكون عاجل عقوبة الله لهؤلاء لجرأتهم على الله ... وإلا فإن
الأصل في المرض أنه كفارة للذنوب، ومحو للخطايا، ورفعة للدرجات ... وإذا
كان الأمر على ما وصفت فإن العقوبة في الآخرة على ما رآهم النبي صلى الله
عليه وسلم فيه : تنور أعلاه ضيقٌ وأسفله واسعٌ تتوقد تحته نارٌ فإذا ارتفعت
ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، وإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجالٌ ونساءٌ عراة
.. ولما سأل عنهم: قيل له: هؤلاء الزناة والزواني ...
أيها الشباب
وأيتها الفتيات ...احذروا من الوقوع في فاحشة الزنا، وابتعدوا عما يفضي
إليه أو يسهل الوقوع فيه... وأغلقوا على أنفسكم رياح الفتنة ... فإنه لا
يكاد يقع فيه إلا من سقط من عين الله ...
إن الأمر جد وليس بالهزل، ويدعو كل عاقل وعاقلة إلى مراجعة النفس ومحاسبتها قبل فضيحة الدنيا وعقوبة الآخرة ...
اللهم
إني أسألك وأنا أشهد أن لا إله إلا أنت، وأنك الأحد الفرد الصمد، الذي لم
يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد أن تحول بيننا وبين الفواحش ما ظهر منها
وما بطن .. آمين .

[b]الطاهر سرايش

[/b]

» ¤¤¤ جديد BISS لشفرة Live Rugby feeds ¤¤¤
» Africa Cup of Nations in South Africa
» قال الإمام البخاري رحمه الله أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا
» سلسلة قبسات من حيات رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)
» احكام تجويد كتاب الله عز وجل اسال الله لكم الافادة منها