منتديات ألجيريا نت
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات ألجيريا نت
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات ألجيريا نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم اخبار وترفيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة.

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العربي
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
العربي


|الجنس| : ذكر
|الدولةُ| :  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Algeri10
المهنة :  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Studen10
|المسآهمآت| : 2778
|تاريخ التسجيل| : 26/10/2012
العمر ✿ : 27
الموقع ✿ : الجيريا سوفت
|المزآج| * : مليح

 التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Empty
مُساهمةموضوع: التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة.    التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. I_icon_minitimeالأربعاء مارس 13, 2013 2:53 am

 التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. LnLA1


 التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. MzlU1

بِسْمِ الله
الرَحْمَانِ الرَحِيمِ وَالصَلاة والسلاَمْ عَلَى أَشْرَفِ المرْسَلِينْ ،،،
{}


{ قَبْلَ البَـدأْ
بِالْكَـلاَمْ صَلـوا مَعَنَا عَلَى رَسولِ الله سَيِدِنَـا محمد }


{ صَلَـوَاتِ الله
وَسـَلاَمه عَلَيْـهِ وَعَلَى آلـهِ وَصَحْبِـهِ أَجْمَعِينْ وَمَنْ تَبِعَـه
بِإِحْسَـان إِلَى يَـوْمِ الدِيــن }


{ يا ألف أهلا
وسهلا بأعضاء منتدانا الأفاضل منورينـ،ـ// ،،، {}

 التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. MzlU1

السلام عليكم و رحة
الله تعالى و بركاته،  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Icon


ألف أهلا وسهل بكافة
زوار موضوعي الكرام ،  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Icon


منورين شباب ،
وإن شاء الله يفيدكــم
الموضوع ،  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Icon

ولا تنسونا بردودكم
وإنتقاداتكم ،  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Icon

 التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. MzlU1







التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة.

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1985-08-02











 التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Line
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد
الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما
ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون
أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

من تصدّى لأهل الحق سيخسر الدنيا والآخرة وهذا هو مصير أعداء الله :

قال تعالى:

﴿ تَبَّتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ*مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*سَيَصْلَى
نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ*وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ*فِي جِيدِهَا
حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾


سورة اليوم سورة المسد، قال تعالى:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

الجو
العام لهذه السورة يُبيِّن أن الإنسان إذا ضل عن سبيل الله، ونصّب نفسه
عدواً لدين الله، وأراد أن يُطفئ نور الله، وتصدى لأهل الحق، وأراد بهم
كيداً، فما مصيره في الدنيا؟ وما مصيره في الآخرة؟


مصيره
في الآخرة أنه سيصلى ناراً ذات لهب، ومصيره في الدنيا الإخفاق والخسران،
فكأن الله سبحانه وتعالى من خلال هذه القصة القصيرة، وهي حدث واحد، حيثما
ذكر الله سبحانه وتعالى قصةً أو حدثاً أو ذكر اسماً، فيجب أن نعلم علم
اليقين أن هذه القصة ليست مقصودةً بذاتها، وأن هذا الاسم ليس مقصوداً
بذاته، إنما المقصود أمثال أبي لهب، الذي انتهى منذ أمد بعيد، لكن كل إنسان
تصدى للحق، أو وقف في وجه الإسلام، أو أراد أن يطفئ نور الله، أو تصدى
للدعاة إلى الله عز وجل، عاداهم، وأراد بهم كيداً، إنه سيخسر مرتين، سيخسر
الدنيا، وسيخسر الآخرة، هذا هو الجو العام، هذا هو مصير أعداء الله.
هذه السورة ذات خصوص وعموم :

المقصد الكبير الثاني في هذه السورة أنه خسر حياته بعد أنْ خسر المعركة، فأبو لهب عمُّ النبي عليه الصلاة والسلام.
أولاً: من تصدى لأهل الحق فخسر الدنيا والآخرة، وفي الأثر: من آثر دنياه على آخرته خسرهما معاً.
قد يسأل سائل، لماذا هذا العداء؟ ما له وللنبي
صلى الله عليه وسلم، لمَ ناصبه العداء؟ لمَ وقف في وجه دعوته؟ لِمَ جعل
نفسه عقبة كؤوداً في وجه الإسلام؟ لماذا؟
أحدنا قد لا يفهم لماذا يفعل هذا أبو لهب،
ولكن أبا لهب يفعل هذا لأنه توهم أن دنياه في خطر، ما دام النبي صلى الله
عليه وسلم يدعو إلى الله، هكذا توهم، فحفاظاً على دنياه، حفاظاً على ماله،
حفاظاً على مكانته الاجتماعية ناصب النبي صلى الله عليه وسلم العداء، وجعل
من نفسه ترساً للباطل، وعقبة في طريق الحق، لذلك ربنا عز وجل في سورة قصيرة
لا تزيد عن سطرين بيَّن لنا أن كل إنسان يقف موقف أبي لهب يكون مصيره في
الدنيا الإخفاق والخسران، ومصيره في الآخرة إلى جهنم وبئس المصير، فالذي
يقرأ القرآن ويظنه كتاب تاريخ فقد ضل ضلالاً مبيناً.
هذه السورة ذات خصوص وعموم، فعلى العموم نحن
المقصودون منها، وعلينا أن نتعظ منها، لأن أبا لهب أين أبو لهب؟ طواه
الردى، وصار حديثاً، قال تعالى:

﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

[سورة المؤمنون: 44]

سبب نزول سورة المسد :

لكن
الإنسان ينبغي أن يستنبط من هذه السور القصيرة العبرة، أمّا مناسبة هذه
السورة فقد روى البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا قَال:

(( لَمَّا
نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي: يَا بَنِي
فِهْرٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ
الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً
لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ:
أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ
أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ مَا
جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقاً، قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ
بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبّاً لَكَ سَائِرَ
الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ))


[البخاري عن ابن عباس]

تروي
كتب التفسير هذه القصة سبباً لنزول هذه السورة، وتروي الكتب قصةً أخرى،
وهي أن أبا لهب التقى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا محمد ماذا
أُعطى إن آمنت بك، عملية مساومة، قال: كما يُعطى المسلمون، قال: وما لي
عليهم من فضل؟ قال: وأي شيء تبغي؟ قال: تباً لهذا الدين حينما أكون أنا
وهؤلاء سواء، فنزل قوله تعالى:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ*مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾

وقيل:
حينما كان يجتمع الوفود في مكة للحج، كان النبي عليه الصلاة والسلام يقف
فيهم خطيباً، ويقول: " اشهدوا أنه لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله
تفلحوا " وكان أبو لهب يقف وراءه، فحينما ينتهي من قوله يقول له: لا تصدقوه
إنه كذاب ساحر، تباً له وتعساً. فنزل قوله تعالى:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

تروي
كتب التفسير قصةً رابعة، وهي أن أبا لهب كاد يرمي النبي صلى الله عليه
وسلم بحجر، ولكن الله سبحانه وتعالى أنقذه وأفشل خطته، ونزل قوله تعالى:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

أربعة معان لكلمة (تبت) :

الجو
العام لهذه السورة أن كل إنسان تصدى للحق، وأراد إطفاء نور الله، وأراد أن
يكيد للمسلمين وللدعاة إلى الله سبحانه وتعالى فإنه سوف يبوء بالخسران
المبين في الدنيا والآخرة. تبَّت بمعنى خسرت، والخسارة مؤلمة، حينما يعقد
الإنسان صفقة ويجلبها ويعرضها ويبيعها ويحصل ثمنها خلال سنة، ويجري حسابات
دقيقة، ثم يجد نفسه لم يربح منها شيئاً، يشعر بألم لا يعرفه إلا من ذاقه،
هذا إذا لم يربح، فكيف إذا خسر الألوف أو مئات الألوف؟ فكيف لو خسر
الملايين؟ كيف لو أُخذ ماله كله؟ الشعور بالخسارة شعور مؤلم، ربنا عز وجل
يقول: تبت يدا، تبت بمعنى خسرت وبمعنى خابت وبمعنى هلكت، وبمعنى ضلَّت،
أربعة معان لكلمة تبت:

﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

بعضهم قال: هذا دعاء عليه من الله سبحانه وتعالى، وبعضهم قال: هذا تقرير، وسواء كان دعاءً أو تقريراً فالخسارة تحققت له.

قد
تقول مثلاً: أطعمك الله، وأنت تريد بهذا أن الله قد أطعمك وسقاك وكفاك،
هذا تقرير، وقد تقول للسائل: أعطاك الله، وأنت بهذا تريد الدعاء، فبعضهم
فسّر (تبت) على أنه دعاء من الله عز وجل، وبعضهم فسرها على أنها تقرير،
وكونها تقريراً أرجح لأن الضعيف وحده هو الذي يدعو على خصمه.
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

المعنى
الأوجه أنه عجز عن تحقيق مراده، هذا الذي يتصدى للسحاب في السماء، ويدعوه
أن يقف فهل يقف له؟ شيء مستحيل، هذا دين الله سبحانه وتعالى فالله سبحانه
وتعالى هو الذي ينصره، فهل يستطيع إنسان ما مهما علا شأنه وكبرت قوته أن
يحول بين الدين وبين البشر، فالمعنى الثاني التقريري أوجه:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

أي
خسر خسراناً مبيناً، وعجز عن تحقيق مراده، والقافلة تسير والكلاب تعوي،
الذي يركب سيارة، ويتصدى له كلب في الطريق، هذا الكلب يقفز قفزات سريعة يظن
أنه يحول بين هذه السيارة وبين المسير، لكنها تبقى ماضيةً في طريقها،
والكلب يعوي ثم لا يلبث أن يسكت، فمعنى:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

أي
إنه عجز عن تحقيق مراده، وفشل إن صَحَّ التعبير، بل إنه أخفق وخسر، خسر
هذه المعركة التي تصدى لها، وخسر نفسه، بل خسر شيئين، أولهما خسر هذه
المعركة، لقد خاض مع النبي صلى الله عليه وسلم معركة، وأراد أن يعيقه عن
نشر هذه الدعوة أراد أن يحول بينه وبين نشر الهدى، لقد خسر هذه المعركة،
وثانيهما خسر أيضاً حياته.
يَدَا الإنسان كناية عن الإنسان نفسه هذا من المجاز العقلي نريد الكل ونذكر البعض :

أما كلمة يدا:

﴿ تَبَّتْ يَدَا ﴾

رجل
أراد أن يحفِّظ القرآن لإنسان بدوي، والبدو يعرفون العربية بالسليقة، ولا
يعرفونها بالنحو، فأحب القارئ أن يقطِّع آيات السورة إلى أجزاء صغيرة، فقال
له: تبت يدا، قال له: تبت يدان، لأن الاسم المثنى إذا أضيف إلى كلمة تحذف
النون، فإذا قلت: تبت يدا، فهذه خلاف اللغة، أما تبت يدا أبي لهب فهي
الأصح.
﴿ تَبَّتْ يَدَا ﴾

اليدان هنا كناية قرآنية عن الذات:
﴿ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ﴾

[سورة الحج: 10]

أيْ هذا ما قدَّمتَ أنت:
﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾

[سورة المائدة: 64]

هذه كنايات القرآن الكريم، فقد يكني القرآن الكريم عن الإنسان بيديه:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

لأنه
يعمل بيديه، ويعطي بيديه، ويبطش بيديه، ويحسن بيديه، فيَدَا الإنسان كناية
عن الإنسان نفسه، هذا من المجاز العقلي، نريد الكل ونذكر البعض.
علماء التفسير لهم في سبب تسمية أبي لهب بكنيته مذاهب شتى :

قال تعالى:

﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

أما
أبو لهب فمبدئياً إذا الإنسان نادوه باسمه لا يتأثر، لأن الله عز وجل قال:
يا يحيى، يا زكريا، يا عيسى بن مريم، لقد نادى أنبياءه أكثرهم أو كلهم
بأسمائهم، وذكر هذا الإنسان الضال المضل بكنيته:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

ولكن علماء التفسير لهم في سبب تسمية أبي لهب بكنيته مذاهب شتى.

أولاً
كان اسمه عبد العزى، والله سبحانه وتعالى لا يمكن أن ينسب العبودية لغيره
في كتابه، مستحيل أن يذكر الله سبحانه وتعالى اسماً فيه تُنسب العبودية
لغيره، إذاً صُرف النظر عن ذكر اسمه عبد العزى لهذا معنى.


المعنى
الآخر أن كنيته كانت أشهر من اسمه، فالمتنبي أشهر من اسمه، والجاحظ كذلك،
فكنيةُ أبي لهب أشهر من اسمه، أما لماذا سمي أبا لهب؟ فتروي الكتب أن له
وجنتين متألقتين كأنهما لهب في خديه، وهذا دليل الجمال، كان جميلاً، وكان
يميل إلى البياض والحمرة، فكان يُكنى أبا لهب، فربنا ذكره بكنيته، وكنيته
تتناسب مع مصيره، أبو لهب مصيره إلى اللهب، وأبو لهب سيصلى ناراً ذات لهب،
هذا توجيه آخر.


وشيء ثالث، أن الاسم عند العرب أشرف من الكنية، لكننا الآن نحن تواضعنا على أن كلمة أبا فلان أليق من أن تقول له يا فلان.
الأنبياء جميعاً ناداهم الله بأسمائهم إلا النبي عليه الصلاة والسلام :

لكن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾

[سورة مريم: 12]
﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى ﴾

[سورة مريم: 7]
﴿ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي ﴾

[سورة المائدة: 116]
﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾

[ سورة آل عمران: 144]
﴿
قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي
وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ ﴾


[ سورة الأعراف: 144]

الأنبياء جميعاً ناداهم الله بأسمائهم إلا النبي عليه الصلاة والسلام.
كرَّم الله سيدنا محمداً فلم يخاطبه باسمه بل خاطبه بمهمته وبمقام النبوة والرسالة :

ليس في القرآن كله آية واحدة نادى بها الله سبحانه وتعالى نبيه يا محمد، لكنه ذكره باسمه على سبيل الخبر، أما كيف خاطبه:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾

[ سورة التوبة:73]
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾

[سورة المائدة: 67]

لقد
كرَّم الله عز وجل سيدنا محمداً فلم يخاطبه باسمه، بل خاطبه بمهمته،
وبمقام النبوة، وبمقام الرسالة، يا أيها النبي، ويا أيها الرسول، وبقية
الأنبياء جميعاً خوطبوا بأسمائهم، وهذا لا يمنع أن يتحدث الله سبحانه
وتعالى عن رسوله باسمه:
﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾

[سورة الفتح: 29]

الدنيا هي الفرصة الوحيدة للتعرف إلى الله عز وجل فالدنيا مزرعة الآخرة :

قال تعالى:

﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

إذا
فهمنا تبت يدا أبي لهب بمعنى الدعاء فتب تفيد التحقُّق، أيْ إنّ الله
سبحانه أعطاه مالاً مثلاً، وقد أعطاه مالاً حقّاً، ثم حرمه الله المال وأنْ
يسعد به:
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

وإذا
حملنا الأولى على أنها تقرير، فالثانية على أنه خسر المعركة التي خاضها،
وخسر المعركة كلها دنيا وأخرى. أول معنى خسر المعركة التي خاضها مع النبي
عليه الصلاة والسلام.
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

أيْ
عجز وفشل وأخفق في تحقيق مراده، هذا المعنى الأول، (وتب) وخسر حياته كلها،
خسر الدنيا، وهي أثمن ما عند الإنسان، الإنسان في الدنيا يرقى، وفي الدنيا
يتعرف إلى الله، الدنيا هي الفرصة الوحيدة للتعرف إلى الله عز وجل،
والفرصة الوحيدة للاستقامة على أمره، وللعمل الصالح، لأنّ الدنيا مزرعة
الآخرة، فلا تلعنوا الدنيا، لماذا؟ لأن الإنسان يرقى في الجنة عن طريق
الدنيا؛ كما قال عليه الصلاة والسلام:
((لا تسبوا الدنيا فنعم مطية المؤمن))

[رواه الديلمي عن ابن مسعود]

يمتطيها للآخرة، بالدنيا يصل إلى الآخرة، والدليل قوله تعالى متحدثاً عن أهل الجنة حينما يدخلونا يقولون:
﴿ وَقَالُوا
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ
نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ
الْعَامِلِينَ﴾


[سورة الزمر: 74]

لولا
الدنيا لما كانت الآخرة، ولولا الدنيا لما كانت الجنة، ولولا أن الله
سبحانه وتعالى خلقك في الدنيا وأعطاك فكراً وكوناً لما عرفته، ولولا أنه
أعطاك مالاً فأنفقته في طاعته لما ارتقيت إليه، ولولا أنه زرع في نفسك
شهوات فكففت عن محارمه لما شعرت أنك منه قريب.
على الإنسان ألا يلعن الدنيا لأن كل سعادته الأبدية تبدأ من الدنيا :

بهذه
الشهوات التي أودعها الله فيك ترقى، وبهذا الفكر الذي وهبه الله لك ترقى،
وبهذا المال الذي أعطاك الله إياه ترقى، وبهذا الأسلوب أسلوب الزواج وإنجاب
الذرية ترقى بأولادك، وترقى بزوجتك، وإن كان لك عمل فأتقنته ترقى، وإذا
نصحت المسلمين ترقى، بعتهم سلعاً جيدة بأسعار معتدلة ترقى، صدقتهم ترقى،
وضعت لقمة في فم زوجتك ترقى، أدَّبت ولدك ترقى، لاعبت ولدك ترقى، كيفما
تحركت رقَيْت، إن كنت مؤمناً كيفما تحركت، فهذا كله عمل صالح مسجل في
صحيفتك.
يوم القيامة يطّلع الإنسان على أعماله
الصالحة، فيرى أن كل حركة وكل سكنة، وكل نظرة، إذا نظر الإنسان إلى أخيه
نظرة ود رفعه الله بهذه النظرة، إذا نظر الإنسان إلى والديه ـ نظر فقط ـ
نظرة رحمة رفعه الله بهذه النظرة، إذا حنا على زوجته، رفعه الله بهذا
الحنو، إذا أطعم الجائع وكسا العريان ورحم المصاب، هذا كله في الدنيا، هذه
الجنة التي عرضها السماوات والأرض متوقفة على الدنيا، لذلك هذا الذي يلعن
الدنيا لا يعرف شيئاً:

((أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ
أَوْ أُمِّ الْمُسَيَّبِ فَقَالَ مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا
أُمَّ الْمُسَيَّبِ تُزَفْزِفِينَ؟ قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ
فِيهَا فَقَالَ لَا تَسُبِّي الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا
بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ))


[ مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ]

لا
تلعن الدنيا، كل سعادتك الأبدية تبدأ من الدنيا، وثمنها الدنيا، والبحث
يطول، في الدنيا تتعرف إلى الله، كيف تعرفه، لو لم يخلق لك شمساً وقمراً
وجبالاً وبحاراً وأنهاراً وطعاماً وشراباً وفواكه وأزهاراً ونباتات
وأشجاراً، كيف تعرفه؟ كيف تعرفه لو لم يخلق لك من صلبك ابناً يشبهك تحبه
ويؤنسك؟ كيف تعرفه لو لم يخلق لك من نفسك زوجة تسكن إليها، وجعل بينك
وبينها مودة ورحمة؟ كيف تعرفه؟ لا تعرفه إلا في الدنيا.
أولُ (تَبَّ) خسر المعركة و(تبَّ) الثانية خسر حياته :

كيف تتقرب
منه؟ بالدنيا، ببذل المال، بالخوف منه، بالخوف من مال حرام، فبالترفع عن
المال الحرام ترقى، وأخذ المال الحلال ترقى به، وإنفاق المال الحلال ترقى
به، وغض البصر عن محارم الله ترقى به، والنظر إلى زوجتك ترقى بهذه النظرة،
جبرت خاطرها بهذه النظرة، هناك أشخاص لؤماء، يبذلون كل مودتهم لغير
زوجاتهم، فإذا دخل البيت صار عبوساً قمطريراً، هؤلاء يحاسبون، هذه مَن لها
غيرك؟ لماذا المودة البالغة لأختها؟ لماذا اللطف الشديد لقريباتها؟ لماذا
النعومة خارج المنزل والفظاظة والغلظة داخله؟ أبواب الجنة كلها في الدنيا
مفتحة، فإذا أتقنت عملك ترقى به، وإذا نصحت المسلمين ترقى، وإذا اعتدلت
بالسعر فلم تسهم في رفع الأسعار والتضييق على الناس ترقى، وإذا نفذت وعدك
ترقى، وفي كل حركة من حركاتك، وكل سكنة من سكناتك، قال تعالى:

﴿ وَلَا
يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِياً
إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ﴾


[سورة التوبة: 121]

فهذه
في الدنيا، أولاً: تَبَّ وخسر أبو لهب المعركة مع رسول الله،، والدعوة
انتشرت، والإسلام عمّ الأرض، والنبي صلى الله عليه وسلم رفعه الله إلى أعلى
عليين، وسقط أبو لهب في وحل الدنيا، وكان ذكره قميئاً يبعث الاشمئزاز
والاحتقار، لقد خسر أبو لهب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥oussama-dz♥
المراقب العام
المراقب العام
♥oussama-dz♥


|الجنس| : ذكر
|الدولةُ| :  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Algeri10
المهنة :  التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Player10
|المسآهمآت| : 1910
|تاريخ التسجيل| : 30/10/2012
العمر ✿ : 23
الموقع ✿ : سيدي عامر
|المزآج| * : طالب

 التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة.    التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة. I_icon_minitimeالأحد مارس 24, 2013 10:49 pm

[بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا ر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التفسير المطول - سورة المسد 111-الدرس (1-1): تفسير الآيات 1 - 5 خسران الدنيا والآخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ألجيريا نت :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: