أنت تعيس وهو سعيد؟

أنت تعيس ، وهو سعيد؟

بسم
الله نبدأ، وعليه نتوكل، وعلى رضاه نبحث، فأنت إذاً سعيد ، وعلى عكسه أنت
تعيس، دعونا نتحدث أكثر عن السعادة، وعن الشقاء، فكلاهما متناقضان معناً
ومضموناً، وكلاهما يسيران في طريقان متضادان، فالسعادة هي مفتاح النجاح،
والشقاء والتعاسة هي مفتاح الفشل، فبسعادتك أنت تبدع، وتتألق، وترتاح في
حياتك، وتريح من هم حولك، وعلى عكسه أنت عبوس، شقي، إذا دعنا نتحدث لماذا
أنت؟

أنت
يا عزيزي امامك طريقان لا ثالث لهما، إما أن تختار السعادة، ولها ظروفها
وأحكامها، أو أن تختار الشقاء والتعاسة وهي أيضاً لها ظروفها وأحكامها، فلك
الخيار يا أخي بالله، إما أن تسلك هذا أو ذاك، فلك عقل تفكر به، ولك احساس
تشعر به، ولك قلب ينبض بالحب أو ينبض بالكره للآخرين، فدعوني يا أعزائي
أقف عند هذه الأسئلة قبل البدء، والغوص في أعماق الموضوع، لماذا أنا تعيس،
وبالامكان السعادة؟، لماذا أنا أناني، وعندي القناعة، ولماذا أنا بعيد عن
الطريق المستقيم، وعندي كتاب الله وسنة رسوله؟

يا
من تقرأ سطوري هذه، ويا من تبحث عن السعادة، إليك المفتاح السحري، والذي
به ستسعد ما حييت، لا تفكر بالأمس مادام الغد قريب، لا تجعل من نفسك رهينة
للماضي فتكتوي من ناره وهو ولى الدبر، فعليك يا أخي بيومك، ويومك فقط، ولا
تفكر بغيره، فالماضي غاب من غير رجعة، والحاضر هو الموجود، والمستقبل في
علم الله، فلا تفكر به كثيراً، وتجعل همك الأول والأخير ماضيك ومستقبلك،
وتنسى حاضرك القائم بكل ما فيه من جمال و قبح، من راحة ومشقة، فلا وألف لا
للماضي، ونعم للحاضر.

إن
أكثر من تجدهم تعساء في حياتهم هم أسرى الماضي، ومن يضعون ماضيهم عثرة في
سبيل رقيهم، وسعادتهم، فكم منا فقد عزيز، وكم منا خسر تجارته، وكم منا وقع
بمصيبة في الماضي، ولكن السعيد هو من يُلقي كل هذا واء ظهره ، وينظر إلى ما
هو عليه الآن، أنا لا أقول أن الذكريات ستمحى بشكل جذري من حياتك، ولكن لا
تجعل نفسك رهينة لها، ولا تستسلم لها فتصاب بالاحباط، ومن ثم إلى التعاسة.

التوكل
على الله والإيمان بالقضاء والقدر غائب عن الكثيرين، ولو وضع الجميع هذان
الأمران صوب أعينهم لما وجدت أحداً تعيساً قط، ولوجدت الجميع في سعادة،
فالبعد عن الطريق المستقيم ركن أساسي في الشقاء، و البعد عن أوامر الله خطر
عظيم مدمر، يهلك النفس، ويفسدها، فكم ممن تعاطوا المخدرات وتعاقروا الخمور
بحثأ عن السعادة، اصطدموا بجدار الخيبة ووقعوا بمستنقع القذارة، فآل به
الأمر للشقاء والتعاسة والندامة، فلا تحاول الهروب من شقائك إلى معصية،
فأنت حينئذ مذموم من الغير، كاره لنفسك، هائم في بحر من الظلمات.

أخي عندما تلم بك مصيبة فعليك بذكر الله، واللجوء إليه، ولا تحاول الإعراض عن الله، فقال تعالى" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى"،
فبلجوئك لربك، تغلق باب الشيطان ووسوساته، وتتقرب إلى الله ، فتسعد
بالدنيا والآخرة، وإن أعرضت فلقد خسرت خسراناً مبيناً، خسرت الدنيا و
الآخرة، ففكر مليناً يا أخي وتوكل على ربك فبيده المقادير، وبيده تسير
الأمور، وبرضاه تحيا سعيداً ما حييت.

في النهاية، أتمنى للجميع يوماً سعيداً خالياً من الهموم والصعاب، وأدعو الله أن يوفقكم جميعاً لما يحب ويرضى

مشكووووووووووووووووووووور