نتشر أكثر بين الفتيات.. العدسات اللاصقة مخاطرها تفوق جمالها

تنتشر أكثر بين الفتيات.. العدسات اللاصقة مخاطرها تفوق جمالها

تعتبر النساء والفتيات الشابات العدسات اللاصقة ضرورة من ضرورات الأناقة
والجمال والزينة، ولكن هؤلاء لا يعلمن مدى خطورة هذه العدسات وخاصة التي
يبيعها غير المختصين الفاقدين للخبرة والدراية الصحية, نهيك عن تقليدها
وانتهاء مدة صلاحيتها، الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ينجم عنها فقدان
البصر في حال إساءة استخدامها كما أكده متخصصون في البصريات.

"الاستقلال" رصدت ظاهرة انتشار العدسات اللاصقة بين أيدي الباعة المتجولين
في الأسواق وأيضا محال الكوافير وإكسسوارات التجميل، ووجدت إقبالا جنونيا
من قبل السيدات.

تزايد الإقبال عليها

الطالبة أسماء رضوان، من جامعة الأزهر في قطاع غزة تقول لـ"الاستقلال":
جربت استعمال العدسات التجميلية اقتداء بصديقاتي، ولم أكن أعلم مدى خطورة
هذه العدسات التي أوقعتني في شباك المشاكل البصرية من التهابات وتلوث
بالعينين، ناهيك عن حرمانيتها شرعاً لأنها تغير من خلق الله.

وأضافت رضوان: كنا نشتري هذه العدسات من باعة غير متخصصين، كمحلات
الإكسسوارات و"البسطات" في الشوارع، نظراً لانخفاض أسعارها عن مراكز
البصريات، عازية كثرة إقبال الفتيات على شرائها، إلى الزينة وإظهار جمالها،
ولعدم معرفتهم مدى خطورتها، وذلك لعدم وجود تثقيف صحي عن طريق وزارة الصحة
تجاه هذا الموضوع.

ويوضح كمال شخصه، أحد بائعي الإكسسوارات والمكياجات والعدسات اللاصقة في
شارع عمر المختار، أن هناك إقبالا كبيرا على شراء العدسات الملونة من فئة
النساء من كافة الأعمار خاصة بين سن الخامسة عشر والأربعين.

وأكد شخصه، عدم وجود رقابة على بائعي العدسات اللاصقة بالأسواق, مشيراً إلى
أن الجهات الرقابية والتفتيشية التابعة لوزارة الاقتصاد، لا تبالي بمدى
صلاحية المنتجات وجودتها، وهل هي طبية تصلح للعين أم لا.

خطر على العينين

بدوره، قال مدير مستشفى العيون التخصصي د.عبد السلام صباح: "إن استخدام
العدسات اللاصقة في طب العيون من الخيارات التي نجعلها في آخر القائمة، في
حال عدم نجاعة الحلول الأخرى من التصحيح البصري للمريض".

وأضاف صباح لـ"الاستقلال": هناك مشكلة تنبع من العدسات اللاصقة كونها
ملاصقة لقرنية العين التي قد تؤدي إلى نسبة ليست بسيطة من الالتهابات
الخطيرة على قرنية العين وهذه الالتهابات توصل المريض إلى تلف القرنية ومن
ثم إلى فقدان البصر.

وأوضح صبّاح، أن كثيرا من الناس أعينهم لا تتحمل مثل هذه العدسات، وهم لا
يعلمون مدى خطورتها بالنسبة لمن يعانون مشاكل حساسية العينين، واستخدامها
يفاقم من مشكلة تحسس القرنية لما ينجم عن ذلك من تقرحات وتهيج واحمرار حتى
يصل إلى مرحلة حدوث التهابات فطرية أو التهابات جرثومية بكتيرية وأكثر من
ذلك حدوث التهابات طفيلية تنتقل عبر استخدام العدسات اللاصقة.

أما بالنسبة للعدسات التجميليه "الملونة" فقال صبّاح: أصبحت العدسات
الملونة تستخدم بشكل كبير بين الفتيات في قطاع غزة، وأغلبها تباع في أماكن
ليست متخصصة بالبصريات، مثل المحلات التجارية وغيرها، ناهيك عن سوء النقل
والشحن والتخزين ما يعرض العدسات إلى التلف وفشل مادة التعقيم الخاصة
بالعدسة وأيضا تلف الخصائص الأساسية لها مثل المرونة والأنسجة، بالإضافة
إلى آلية نقل الغازات من الهواء الخارجي للقرنية ومنعها من ملاصقة العدسة
للعين بشكل جيد لأن نسبة الرطوبة والماء المكون منها قلّت".

وأضاف: ليس كل قرنيات العيون تستطيع تحمل هذه العدسات، لأن هذه العدسات
تصمم ضمن تضاريس معينة تطابق قرنيات وترفض أخرى، لذا يجب عدم التعامل مع أي
نوع من العدسات التجميلية أو العلاجية مهما كان نوعها إلا بعد الكشف الطبي
الدقيق على العين لتحديد نوعية العدسة الملائمة والتي تتقبلها العين حتى
لا تحدث مضاعفات ومشاكل للعين قد تؤدي إلى فقد البصر.

ووجه مدير مستشفى العيون التخصصي جملة نصائح للمواطنين، بعدم التعامل مع
العدسات اللاصقة بشكل عشوائي لما لها من مخاطر جمة على العينين، مشيراً إلى
ضرورة وضع خطة متبعة لتوعية المواطنين عبر وسائل الإعلام بخطورة هذه
العدسات.

وطالب صبّاح كل شخص يستخدم العدسات اللاصقة بضرورة أن يتبع المعايير
الصحيحة في كيفية تركيبها وتعقيمها وكيفية تنظيفها وحفظها وطرق التعامل مع
المتغيرات الحاصلة في العدسة والتوجه السريع لطبيب مختص لضمان سلامة العين
من التلوث والالتهابات والجراثيم.

موقف الشرع

ومن جانبه أوضح الداعية الإسلامي عماد حمتو مدى خطورة هذه الظاهرة المنتشرة
بين بنات غزة، مستشهدا بالآية القرآنية" ومن يبدل نعمة الله من بعد ما
جاءته فإن الله شديد العقاب".

وأكد حمتو أهمية عدم تغيير خلق الله والحفاظ على العينين التي وهبنا الله
إياها، مشدداً على أن تغيير لون العينين منافٍ للدين وللشريعة الإسلامية.

وأضاف قائلا: العدسات اللاصقة إذا كانت لضرورة طبية وشفاء للمريض فلا حرج
في ذلك، أما إذا كانت من أجل التفاخر والزينة لخداع الآخرين فهنا يقع
الحرام لأنه يعتبر تبديلا لما خلق الله.

برك الله فيك

بارك الله فيك